إعلان اليوم العالمي للملحد
للمزيد زوروا صفحة اليوم العالمي للملحد على موقع جمهورية الملحدين.
توطئة
نحن الملحدين وحلفاء الملحدين نعلن أن 23 مارس آذار منذ الآن فصاعدًا سيكون يوم الملحد. إننا ندرك كفاح الملحدين في سعيهم لأن يعيشوا حياة أصيلة في أماكن عديدة من العالم، وكفاحهم للكشف عن إلحادهم بشكل علني، وخوفهم من الحكومات المتعصبة والعصابات والمتتشددين من المتدينين.
وكثيرًا ما يتضمن هذا الكفاح خطر الاستبعاد من العمل والمجتمع والعائلة. وفي بعض الأحيان يدفع من يعيش هذا الأصالة والصدق مع النفس أغلى ثمن ممكن، يدفع ثمن ذلك بحياته. فلقد قُتل العديد من إخوتنا بوحشية لاعتناقهم المبادئ الذي يمثلها هذا اليوم٬ وهي حرية اعتناق الدين، وحرية الانعتاق من الدين، وحق المرء في التحرر من التمييز والاضطهاد، وحرية اعتناق المرء لما يعتقده.
نتعامل باستمرار مع أناس نحترمهم ونثق بهم ونفعل ذلك برضى، وذلك دون أن نعرف أن بعضهم ملحدون في الخفاء. إن العالم مليء بالملحدين الصامتين الذين لا يجهرون بقناعاتهم. فما السبب؟ إنه ببساطة كالآتي: إنه الخوف من الانتقام والتمييز على أساس معلومات مغلوطة، خوف من تصرفات قد تتراوح بين ما هو دقيق شبه غير ملحوظ، إلى أخرى تهدد حياة المرء.
إن كل ما نطلبه هو أن لا يتم اضطهاد المرء بسبب انعدام المعتقد بإله أو دين ما لديه.
ومع ذلك، يعتقد البعض أن المرء إن الاختلاف مع المعتقدات المتجذرة هو نوع من الكراهية، لكنه ليس كذلك.
نود تذكير كل إخوتنا من البشر أن أقوى الأفكار، تلك الأفكار التي استطاعت تغيير العالم، كانت يومًا هرطقات مبتدعة.
إن العديد من أكثر المفكرين والإصلاحيين راديكالية في عصور خلت كانوا ممن ازدروا النظام الذي ساد في عصرهم.
الحرية وتقرير المصير
إن الملحدين وأتباع الأديان على حد سواء، يستحقون الحرية في تحديد آرائهم واعتناقها والترويج لها، فلا ينبغي لنظام عقائدي ما أو منظور ما أن يحظى بمعاملة خاصة دون غيره.
نبذ التعصب والتمييز
رغم أن الإلحاد موقف يختص بسؤال ذي نطاق ضيق، ألا وهو قضية الدليل على وجود إله أو آلهة، إلا أننا نحن مؤيدو اليوم العالمي للملحد نشترك كذلك في الالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
وعليه، فحتى تشاركوا في حملة اليوم العالمي للملحد، سواء أكنتم من المؤمنين أو غير المؤمنين، لا بد أن تنبذوا التعصب والتمييز على أساس المعتقد الديني (أو انعدام هذا المعتقد)، وعلى أساس العرق والتوجه الجنسي.
فمثلما أنكم لا تحتاجون أن نكونوا مثليين حتى نناصروا قضايا حقوق المثليين، كذلك لستم بحاجة لتكونوا ملحدين لإظهار دعمكم لمناسبة اليوم العالمي للملحد.
حملة توعية
تمثل زيادة الوعي بالتمييز ضد الملحدين والوصمة التي يواجهونها في أرجاء العالم مكوّنًا مركزيًا من اليوم العالمي للملحد. قد يكون بعض أحبائك من الملحدين، وقد يكونون بعض أصدقائك أو أطبائك أو المرشدين الاجتماعيين الذين يعملون معك، أو أساتذتك أو ضباط الشرطة، وباختصار، قد يكون بعض من هم في حياتك ملحدين يختبئون رغم وجودهم على الملأ.
تسعى حملتنا التوعوية إلى تبديد بعض المفاهيم الخاطئة كذلك. نحن الملحدين وحلفاء الملحدين نريد لإخواننا وأخواتنا في الإنسانية أن يدركوا أننا لسنا بحاجة إلى ما هو خارجنا لحضنا على أداء الفعل الأخلاقي الصحيح. أوليست الأخلاق الحقيقية، هي تلك التي يؤديها المرء لأجل قيمتها بذاتها دون حاجة لتهديد بعقاب أو ترغيب بثواب؟ فمن المؤكد أن من الممكن التصرف بشكل أخلاقي انطلاقًا من دوافع داخلية، لا من دوافع خارجية.
ولعل العديد من الملحدين سيعترضون بالقول أن حساسياتنا الحديثة وقدرتنا على التعاطف وحسّنا بحقوق عالمية للإنسان اليوم غالبًا ما ستتجاوز القواعد الأخلاقية المنسوبة للنصوص الدينية التي تنتمي إلى الماضي، مما يثبت أننا نستطيع أن نعيش حياة أخلاقية ومعنوية دون إيمان بما هو خارق للطبيعة. إن هذا المنظور لا يمنع الملحدين من إظهار تضامن من أهل الدين وحقهم في الإيمان بتقاليدهم الدينية والاستلهام منها.
ولمساعدة الملحدين على إدراك أنهم ليسوا وحدهم، سنقوم بالترويج للجهر الموحد على وسائل التواصل الاجتماعي، وسواء أكنتم ملحدين أم من حلفاء الملحدين، نرجوا منكم دعم الحملة باستعمال الهاشتاغ #AtheistDay أو #يوم_الملحد.
أن الحملة التوعوية لليوم العالمي للملحد تركز على استهداف المفاهيم الخاطئة ووصمة العار للعمل على إزالتها، وأيضًا لاستذكار من فقدوا حياتهم من جراء ذلك. إننا لنطمح إلى تطبيع الإلحاد حتى لا يعود الملحدون بحاجة أن يعيشوا حياة مزدوجة.
نطمح إلى عقد مناسبات إعلامية، وخطابات موجهة للعامة ومسيرات، وللتظاهر أمام سفارات الدول التي قد تضطهدنا. وسيتم تنظيم هذه المناسبات على مستوى المدن، وفي كل أرجاء العالم.
وسواء أخرحنا للتظاهر في الشارع، أو تظاهرنا في الخفاء، فإن أصواتنا ستُسمع. إن مشاركتكم المسيرات معنا ستشجع الناس في العالم العربي على الصمود، فالكثير من الناس في تلك المناطق لا يعرفون أنهم يحظون بدعمكم، فأظهروه لهم. أسمعوهم صوتكم، وقفوا معنا.
حملة جهر منسقة
يخشى الكثيرون ممن يتركون الدين من «الجهر» بذلك. وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في دول لا ينطوى ترك الدين فيها على خطر التعرض لأذى جسدي، فلدينا كذلك حملة جهر منسقة.
وتلعب هذه الحملة دورًا محوريًا في اليوم العالمي للملحد، فحتى لو أنكم لم تقرروا تبني وصف «ملحد» واكتفيتم فقط بترك الدين، فإن قراركم الجهر بذلك هو جوهر ما يمثله هذا اليوم.
إننا نعتقد أن الأشخاص الذين يتركون دينًا ما، ليسوا مضطرين لإبقاء الأمر سرًا لاعتقادهم بعدم وجود من يتضامن معهم. إن يوم الملحد هو يومك لتروي قصتك، ولمشاركتك اعتزازك باتخاذ قرار واع لتحديد هويتك فيما يتعلق بالدين.
احتفال بالحياة
إضافة إلى حملتنا التوعوية، يشمل يوم الملحد موضوعًا حيويًا ثانيًا، وهو الاحتفال بالحياة.
فهذا اليوم مخصص للملحدين ليلتقوا وجهًا لوجه. إنه يوم يسمح للملحدين المتخفين في مناطق عديدة من العالم أن يتواصلوا مع بعضهم البعض في فسحة توفر الأمان. إن هذه الاتصالات في العالم الحقيقي بالغة الأهمية، فهي تساعد الملحدين على التغلب على الشعور بالعزلة التي لا داعي للشعور بها.
ولأن حياتنا على هذه الأرض هي الحياة الوحيدة التي نستطيع التأكد منها، فنحن نعتقد أن من الحكمة أن نعيش هذه الحياة بأقصى إمكاناتها، وأن نساعد الآخرين الأقل حظًا على أن يعيشوها على هذا النحو أيضًا.
سنستضيف حفلات عشاء وحفلات موسيقية، واحتفالات في أرجاء العالم احتفالًا بالحياة والحرية والكرامة والإنسانية التي تجمعنا. نرحب بكم كملحدين أو كحلفاء للملحدين للانضمام إلينا في هذه الاحتفالات.
شكر وعرفان
نحن مؤسسي ومؤيدي يوم الملحد نود التعبير عن الامتنان لحلفاء الملحدين، فلستم بحاجة أن تكونوا ملحدين حتى تؤيدوا يوم الملحد بقوة أو حتى تكونوا حلفاء للملحدين.
إن احترام حق تقرير المصير وحرية التعبير والمطالبة بالتساوي أمام نقد الأفكار، هي الأمور التي نشترك فيها مع حلفائنا، بما فيهم الحلفاء الذين يؤمنون بدينهم بقوة.
إن الأمر لا يتعلق باحترام الأفكار، وإنما باحترام البشر وحقهم في اختيار معتقداتهم.
نوجه الشكر لجميع حلفائنا الذين يتبعون معتقدات تتوزع على شتى أطياف المعتقدات. نحن ممتنون حقًا، وبعمق لدعمكم، قد لا نشارككم إيمانكم بإلهكم، لكن اعلموا أننا نرى فيكم إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية. مع الشكر والتضامن والحب.