انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما أسماه «الانشقاق الإسلامي» في فرنسا، ومن يسعون للحصول على الجنسية الفرنسية دون قبول حق فرنسا بازدراء الدين. وجاء ذلك في سياق دفاعه عن صحيفة شارلي إيبدو التي نشرت كاريكاتورات محمد التي قام متطرفون إسلاميون من مواليد فرنسا بسببها بارتكاب مجزرة بحق القائمين على الصحيفة وعلى ملحمة يهودية في يناير كانون ثاني 2015.
جاء ذلك في سياق مراسيم أجريت احتفاء بتاريخ فرنسا الديموقراطي، وقال موجهًا كلامه للمواطنين الجدد: «أنتم لا تختارون جزءًا من فرنسا، بل تختارون فرنسا.. لن تسمح الجمهورية لأي مغامرات انفصالية»
وقال أن الحرية في فرنسا تشمل «الحرية للإيمان أو عدم الإيمان، ولكن هذا لا ينفصل عن حرية التعبير بما في ذلك حرية الازدراء.»
أتت التصريحات في ظل بدء محاكمة 14 متهم بالجريمة، حيث قامت شارلي إيبدو بنشر عدد خاص عنونته «كل هذا لأجل هذا» Tout ça pour ça أعادت فيه نشر الكاريكاتورات التي تصور محمد والتي نشرتها صحيفة يلندز پوستن Jyllands-Posten الدنماركية، والرسومات التي أعادت شارلي إيبدو نشرها عام 2006 إضافة إلى الصفحة الأولى من العدد 712 التي رسمها كابو Cabu. وقد كتبت هيئة التحرير النص التالي لتبرير هذا الاختيار:
«صارت هذه الرسومات جزءًا من التاريخ، ولا يمكننا إعادة كتابة ما صار تاريخًا، كما لا يمكننا محوه. هذا ما حصل: كان نشر هذه الرسومات التي اعتبرها عدد من المسلمين ازدراء هو ما تسبب في مجزرة السابع من يناير كانون ثاني، والتي ارتكبها قتلة أرادوا «الانتقام للنبي» وهم يصرخون ذلك بعد أن فعلوا فعلتهم وهم ينصرفون من مقر شارلي إيبدو. فهذه الرسومات هي أدلة جنائية. لذا كان من الضروري بالنسبة لنا إعادة إنتاج هذه الكاريكاتورات في هذا الأسبوع إبان انطلاق محاكمة اعتداءات يناير كانون الثاني 2015 الإرهابية. كل الأسباب التي تعارضنا تتعلق حصرًا بالجبن السياسي والصحفي. هل نريد أن نعيش في بلد يفتخر بديمقراطية حرة عظيمة ويسمح في ذات الوقت أن يتخلى عن أعمق معتقداته؟ من جهتنا، فهذا غير مقبول أبدًا، إلا لو كان يعني الأمر العيش في بلد آخر، تحت نظام حكم آخر، وفي عالم آخر.
