بعد ثماني سنين وعشرة أشهر قضاها في السجن السعودي بتهمة الردة، أطلقت المملكة السعودية سراح الشاعر والفنات التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض. يجدر بالذكر أن السلطات ماطلت بالإفراج عنه حيث كان من المقرر أن يخرج من الاعتقال في 21 أكتوبر تشرين أول 2021. وقد أعلنت الخبر على تويتر منظمة «القسط لحقوق الإنسان»، وهي منظمة سعودية مقرها لندن:

وكان حكم الإعدام بحق فياض (وهو لاجئ فلسطيني مولود عام 1980 في السعودية) قد صدر في نوڤمبر تشرين ثاني 2015 وذلك بعد أن قام أحدهم بالشكوى عليه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أبها في أغسطس آب 2013. وتضمنت الشكوى اتهام فياض بالدعوة للإلحاد والكفر ونشر الشبهات واستخدام ألفاظ تمس الذات الإلهية والنبي محمد وتستهزئ بالدولة السعودية لكونها مسلمة وبأنه نشر من خلال ديوانه الكفر الصريح. اعتقل فياض على إثر ذلك ثم أطلق سراحه مؤقتًا بكفالة إلى حين النظر في الأمر.

يحمل فياض بكالوريوس برمجة من جامعة غزة وهو شاعر وفنان تشكيلي ناشط في السعودية، ظهر في لقاء مع القناة الثقافية التابعة للتلفزيون السعودي الحكومي، ومثل السعودية في إحدى المعارض الثقافية الدولية في البندقية بإيطاليا وكان هو الأمين المساعد للجناح السعودي بالمعرض. وقد كان فياض قد أصدر مجموعة شعرية عام 2007 بعنوان «التعليمات.. بالداخل» (دار الفارابي، وطبع في لبنان) صار موضع الإشكال، حيث كان الكتاب قد منع من التداول، حيث رأت دار الإفتاء أن كتابه يتضمن قدحًا في الذات الإلهية واستهزاء بالنصوص الدينية وردة عن الدين، وإن كان ذلك الرأي اعتمد تأويلاتهم وليس محتوى الكتاب نفسه.

وقد وجه الادعاء التهم التالية لفياض:

  1. مخالفة الآداب الشرعية أو العامة.
  2. سب الذات الإلهية أو الاستهزاء بها وسب الرسول.
  3. نشر الإلحاد والدعوة له وتكذيب القرآن والأحاديث والاعتراض على القضاء والقدر وإنكار البعث.
  4. وجود صور نساء في هاتفه المحمول.

جرت المحاكمة بين فبراير شباط وأپريل نيسان من عام 2014 توصل فيها القاضي قبول فياض بالتوبة وقدم شهودًا لتزكيته وتبرئته من الاتهامات، حيث قال الشهود أن الذي اشتكى على فياض كان يريد الانتقام منه. وقال فياض أنه دخل في مشادة وهو يشاهد مبارة لكرة القدم في التلفزيون في مقهى سعودي في يناير كانون ثاني 2014. وبناء على ذلك تم درء حد الردة والاكتفاء بالسجن 4 سنوات والجلد 800 جلدة. واعترض فياض على الحكم وتم رفعه لمحكمة الاستئناف. وفي نوڤمبر تشرين ثاني 2015 رفض قاضي الاستئناف الشهادات التي تبرئ فياض وأصدر عليه حكم الإعدام بدعوى تنفيذ حد الكفر. وقد دعمت منظمات حقوقية فياض على مدى سنوات اعتقاله، كمنظمة العفو الدولية، وضغطت للإفراج عنه أو تغيير حكمه.

وبناء على تواصل بعد صدور الحكم عام 2015 بين موقع «صحيفة مكة» وفياض فقد نفى فياض عن نفسه تهمة الإلحاد:

سبق وأن أكدت هذا الخلاف في محكمة الاستئناف التي رفضت قولي ورفضت شهادة الشهود الذين أتيت بهم لإثبات ذلك، وحكم علي باعتباري صاحب هذا الديوان وأقررت لهم بذلك، واستندوا عليه لكون الإقرار سيد الأدلة.. الألفاظ التي أدنت بها، ليست موجودة فيه أصلًا وإنما اعتمد في اتهامي على تلميحات وردت في بعض الأشعار.. لم أتوقع أن يصل إلى القتل، أستغرب أن يصل لهذه الدرجة، فقد سبق وأن حكم علي بـ4 سنوات على أساس وجود صور في جوالي لعدد من الزميلات التشكيليات خلال مشاركتي في بعض المعارض الفنية التي أقيمت بجدة وخارج السعودية.

ثم في فبراير شباط 2016  خففت السعودية الحكم من الإعدام إلى السجن ثمان سنوات و800 جلدة وإعلان التوبة وتنكره لشعره على شبكات التواصل الاجتماعي.

أبرزت محاكمة فياض عيوبًا في نظام العدالة السعودي فيما يتعلق بحقوق حرية الرأي والتعبير. وقد أصدرت الأمم المتحدة في ديسمبر كانون أول 2015 بيانين: الأول طالبت فيه السعودية بوقف إعدام أشرف فياض، والثاني أعربت فيه عن القلق بصدد زيادة التضييق على حرية التعبير في السعودية ذكرت فيه أشرف فياض ورائف بدوي ومخلف الشمري.

نقلًا عن euronews والحرة