أقدم شاب من من نيو جرزي لبناني الأصل (هادي مطر، 24 سنة) يوم 12 أغسطس آب بطعن الروائي الهندي سلمان رشدي (75 عامًا) وذلك في معهد تشوتوكوا Chautaukua Institution وهو منتجع فكري معروف في ولاية نيويورك مشهور كمكان يرحب بالحوار المتمدن وحرية التعبير.

قام الجاني بطعن رشدي في بطنه ورقبته، وحاول الاستمرار رغم وجود حوالي خمس أشخاص أمسكوا به محاولين منعه واستمر بالطعن أثناء ذلك.

وقد قام أحد الأطباء في الحضور من العناية برشدي إلى أن حضرت الطوافة، حيث هُرع إلى مستشفى في مدينة إيري Erie المجاورة، حيث خضع لجراحة استمرت عدة ساعات وضع بعدها على جهاز تنفس اصطناعي ولم يمكن من الحديث.

وصرح أندرو وايلي Andrew Wylie وكيل أعمال الكاتب أن رشدي قد يفقد إحدى عينيه وأن أعصاب ذراعه قد قطعت وأن كبده قد طعن وتضرر.

وقد توالت ردود الفعل العالمية على هذا الحدث، حيث قال بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني أنه «قد روّعه أن السير سلمان رشدي قد طعن أثناء ممارسته حقًا علينا أن لا نتوقف عن الدفاع عنه»، أما كاثي هوتشل Kathy Hochul حاكمة ولاية نيويورك فقالت: «إن الاعتداء على سلمان رشدي اليوم كان أيضًا اعتداء على بعض أكثر قيمنا قداسة حرية التعبير عن الرأي».

من ناحية أخرى يوم الاثنين الذي تلا أصدرت إيران بيانًا تنكر فيه صلتها بالهجوم. وقال ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «نحن لا نعتبر أن أحدًا غيره (رشدي) ومؤيديه يستحقون اللوم والإدانة. نحن ننكر بشكل قاطع وجاد أي صلة للمعتدي بإيران»، ولكن مناصري الحكومة كانوا قد أثنوا على ما حصل باعتباره نتيجة لفتوى الخميني من العام 1989، والتي أباحت دم رشدي ودعت لقتله لكتابته رواية «الآيات الشيطانية» وقتل كل من ساهم بنشرها. وقد كان آية الله علي خامنئي قد شبه الفتوى ضد رشدي بالقول أنها: «أطلقت كما الرصاصة التي لن تسكن حتى تصيب هدفها». من جانبها، رفضت الخارجية الأميركية البيان الإيراني ووصفته بالـ«حقير» والـ«مقرف». وأضاف نيد پرايس Ned Price المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «ليس سرًا أن النظام الإيراني لعب دور المركز في التهديدات على حياته على مدى سنوات.» ووصف تشفي إيران بما حدث أنه شائن وأضاف: «نريد أن يكون الأمر بالغ الوضوح بأن هذا أمر لا يمكننا التسامح معه».

يجدر بالذكر أنه رغم الفتوى، إلا أن رشدي قد توقف عن اصطحابه لفريق الحماية في السنوات الأخيرة.

والدة الجاني قالت لصحيفة الديلي ميل أن ابنها نشأ في الولايات المتحدة وأنه اجتماعي، وأنه بعد زيارة للشرق الأوسط عام 2018 عاد وقد صار منزويًا متقلب المزاج. وقد قالت أنه صار يلومها على أنها لم تربيه متدينًا، وأوضحت أنها لم تعرف عن الاعتداء إلا عندما هاجم مكتب التحقيقات الفدرالي منزلها.

عند الاعتقال وجد المحققون رخصة قيادة مزيفة مع مطر وبطاقتي ائتمان مدفوعتين مسبقًا. وقد وصف المحققون تصرف مطر بأنه متعاون ومتجاوب. وقد أنكر التهمة الموجهة إليه وهي اعتداء من الدرجة الثانية بقصد الإيذاء بواسطة سلاح قاتل. ويجدر بالذكر عدم حدوث تفتيش أمني للحضور في القاعة.

الشرطة تلقي القبض على الجاني هادي مطر

الشرطة تلقي القبض على الجاني هادي مطر

وفي تحديث لاحق (تاريخ 14 أغسطس آب) رشدي بوعيه ويستطيع الكلام ولم يعد بحاجة للتنفس الاصطناعي. وقال ابنه ظفر أنه لا زال بروح دعابته المألوفة رغم الإصابة:

نقلًا عن نيويورك تايمز وCNN وBBC