رحل الفيزيائي الأميركي ستيڤن واينبرغ Steven Weinberg عن عمر 88 سنة، بعد مسيرة طويلة شملت حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979 بالاشتراك مع الپاكستاني محمد عبد السلام وشلدون غلاشو لجهودهم في خلق إطار نظري يوحد القوة الكهرومغناطيسية مع القوة النووية الضعيفة. وقد أسهم واينبرغ في بناء النموذج المعياري للجسيمات دون الذرية المعتمد إلى اليوم. وكان من ضمن إنجازاته في ذلك المضمار، التنبؤ بوجود جسيمي W وZ الناقلين للقوة النووية الضعيفة، وغير ذلك من التفاصيل التي توافقت لاحقًا مع المشاهدات، مما أعطى تأكيدًا للنموذج النظري الذي ساهم في تطويره. وقد نشر بعض أهم تفاصيل ذلك في مقال بعنوان «نموذج للپتونات» A Model of Leptons. وعلى مدى مسيرته المهنية، تلقى واينبرغ، إضافة إلى جائزة نوبل، العديد من الجوائز لجهوده المستمرة الفذة على رأسها الميدالية الوطنية في العلوم National Medal of Science عام 1991.

عام 1979 إبان إعلامه بحصوله على جائزة نوبل

عام 1979 إبان إعلامه بحصوله على جائزة نوبل

إضافة إلى مؤهلاته ومواهبه العلمية، امتلك واينبرغ موهبة كبيرة في مخاطبة العامة غير المتخصصين وتقديم الأمور بشكل مبسط قابل للفهم، ومن أشهر كتبه الموجهة للعامة كتاب «الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون».

لربما عرف القارئ العربي عن واينبرغ من نشاطه الإلحادي إضافة إلى منجزاته العلمية، فقد كان ملحدًا مجاهرًا ناقدًا للدين. يقول في كتابة الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون:

إن أي شيء نستطيع، معشر العلماء، فعله لإضعاف سيطرة الدين، يتوجب علينا فعله. ولعل ذلك يكون أكبر إسهاماتنا في الحضارة

وفي موضع في نهاية الكتاب قال:

كلما ازداد الكون في قابليته للفهم، كلما تبيّن أنه بلا هدف

ثم عقّب في مقابلة على هذه الجملة مفسرًا:

إن ما عنيته من تلك الجملة هو أنه ما من هدف كامن في الطبيعة نفسها يمكن اكتشافه. ما من ثمة خطة كونية لنا… ولسنا ممثلين في دراما مكتوبة لأجلنا حتى نكون أبطالها. هنالك قوانين – ونحن نكتشف هذه القوانين – لكن هذه القوانين ليست شخصية، إنما هي باردة… إن هذه النظرة للحياة البشرية ليست نظرة سعيدة. أنا أعتقد أنها نظرة مأساوية، ولكن هذا الأمر ليس جديدًا على علماء الفيزياء. لقد عبّر الكثير من الشعراء عن نظرة مأساوية –  أننا موجودون بلا غاية، نحاول التعرف على شيء نهتم به.

لكن لعل أحد أشهر ما نقل عنه في نقد الدين كان ما يلي جملة قالها عام 1999 في مؤتمر علمي جرى في واشنطن العاصمة:

إن الدين هو إهانة للكرامة البشرية. فمع الدين أو بدونه سيوجد أخيار يفعلون الخير، وسيوجد أناس أشرار يفعلون الشر. ولكن حتى يقوم الأخيار بفعل الشرور، فذلك لا يتم إلا بالدين.

Religion is an insult to human dignity. With or without it you would have good people doing good things and evil people doing evil things. But for good people to do evil things, that takes religion

كان واينبرغ أول الحائزين على جائزة «الإمبراطور بلا ملابس» Emperor Has no Clothes، والتي تقدمها مؤسسة «الحرية من الدين» Freedom from Religion.

شاهدوا المقابلة التالية في سياق برنامج الأشرطة الإلحادية مع واينبرغ

نقلًا عن صفحة واينبرغ في جامعة تكساس