قامت السلطات السعودية بإخلاء الحرم المكي والمسجد النبوي في غير أوقات الصلاة، بهدف التعقيم من ڤيروس الكورونا، وهو حدث غير مسبوق في هذا الوقت من العام. كذلك قررت السلطات تعليق الطواف والعمرة خلال فترة التعليق، حيث ستقتصر الصلاة لتكون داخل المسجد ويمنع الاعتكاف داخل الحرم.
#عاجل
مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: إغلاق الحرمين الشريفين بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة لمنع انتشار العدوى. https://t.co/VgQeErEFOp#واس_عام— واس العام (@SPAregions) March 5, 2020
بلا شك أن إخلاء الحرم يبدو حدثًا جللًا بالنسبة للمسلمين، خاصة وأن الأمر في ذاكرة الأجيال الحالية لا يحوي حوادث أدت إلى إيقاف الحج، فاستمراره من مسلمات الحياة المعتادة، وتوقفه يرتبط في وعي المسلمين بأشراط الساعة، حيث توجد أحاديث عن محمد تربط بين توقف الحج وقيام الساعة وخروج يأجوج ومأجوج. لكن المراجع للتاريخ يرى الكثير من المرات التي توقف فيها الحج لأسباب عدة ولفترات استغرق بعضها سنوات. وبحسب دارة الملك عبد العزيز، فإن الحج قد توقف على مر التاريخ 40 مرة:
- كانت المرة الأولى لتعطيل فريضة الحج بسبب «القرامطة» الذين كانوا يعتقدون أن شعائر الحج من الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام، والتي كان حينها زعيم والقرامطة «أبو طاهر القرمطي» منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة عام 317هـ، داعيًا سيوف أتباعه بأن تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا وبإشرافه على تلك المجزرة، وكان ينادي ويقول لأصحابه: «أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، وأقلعوا الحجر الأسود».
- الحادثة الأخرى كانت سنة 251هـ، والتي تُعرف بـ«مذبحة صعيد عرفة»، وأُبطِل الحج حينها، بعد أن هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه؛ جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة.
- كما توقّف سنة 357هـ، ويُقال بأنها بسبب انتشار ما يُسمّى بـ«داء الماشري» في مكة المكرمة، وبسببه مات الحجاج، وماتت جمالهم في الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة سِوى القليل.
- كما تعطّل في سنة 390هـ بسبب شّدة الغلاء، كما لم يحج أحداً من أهل المشرق ولا من أهل مصر في سنة 419هـ.
- في سنة 492هـ، لم يحج أحدًا، بسبب ما حلَّ بالمسلمين من ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بينهم، وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط. كما أضافت: «لم يحج المصريون سنة 563هـ، بسبب انشغالهم بحرب أسد الدين، وبعد ذلك لم يحج أحدًا من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654هـ ولمدة أربع سنوات. وأما سنة 1213هـ توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق». كما عاد البغداديون للحج سنة 650هـ بعد توقّفهم 10سنوات إثر موت الخليفة المستنصر.
- انتشر سنة 1246هـ وباء قادم من الهند وقتل ثلاث أرباع الحجاج، وفي سنة 1837م تفشّت الأوبئة بالحج واستمرت حتى 1892م، وشهدت تلك الفترة موت ألفًا من الحجاج يوميًا نظرًا لتفشّي وباء شديد الخطورة، بل في سنة 1871 ضرب المدينة المنورة وباء، كما شهدت تفشّي وباء يُعرف بالكوليرا الذي انتشر في موسم الحج، وتزايدت الوفيات في عرفات، وبلغت ذروتها في منى.