في دراسة في مجلة أبحاث الجنس Journal of Sex Research تناولت كبح الأفكار الجنسية لدى المتدينين، قام الباحث ينيڤ إفراتي Yaniv Efrati من كلية بيت بيرل Beit-Berl College في إسرائيل بفحص أثر كبح الأفكار الجنسية لدى مراهقين متدينين يهود. حيث تركز البحث على أثر معاودة الأفكار الجنسية بعد محاولة الكبت rebound effect of thought suppression، والذي يؤثر في زيادة حدة هذه الأفكار. وقد جاءت الدراسة في ثلاثة أجزاء لفحص أثر كبح الأفكار الجنسية والأهمية المحتملة لذلك على التنبؤ بدرجة السلوك الجنسي القهري compulsive sexual behavior CSB (أو ما يسمى بإفراط الجنسانية hypersexuality أو الإدمان على الجنس) في صفوف المراهقين اليهود الإسرائيلين من متدينين وعلمانيين:
- الدراسة الأولى تكونت من 661 مشارك وفحصت مدى اختلاف السلوك الجنسي القهري بين المتدينين والعلمانيين وما يرافق ذلك من حالات المرض النفسي psychopathology. وقد أظهرت انشغال المراهقين المتدينين بتخيلات وأفكار جنسية غير مرغوب أكثر مما هو لدى المراهقين غير المتدينين.
- الدراسة الثانية كان فيها 522 مشارك، واستهدفت فحص دور السلوك الجنسي القهري في الربط كوسيط بين التدين والصحة العامة. والنتائج أظهرت تدني العافية (الصحة العامة wellbeing) لدى المراهقين المتدينين مقارنة بنظرائهم غير المتدينين. ويرتبط ذلك بانشغالهم بتلك الأفكار الجنسية غير المرغوب فيها.
- الدراسة الثالثة واحتوت 317 مشارك، وفحصت العلاقة بين التدين وكبح الأفكار الجنسية، وما إذا كان ذلك يؤدي إلى زيادة في السلوك الجنسي القهري وتدني في الصحة العامة (العافية/الارتياح). وجدت هذه الدراسة أن المراهقين المتدينين يميلون أكثر لكبح الأفكار والتخيلات الجنسية، مما يؤدي إلى سلوكيات جنسية قهرية وتدني في الصحة العامة.

الفروقات في السلوك الجنسي القهري وما يرافقه من مرض نفسي بحسب الموقف من الدين (الدراسة الأولى). المحور العمودي يظهر مقياسًا يتدرج من 1 إلى 7 في فحص السلوك الجنسي القهري ومن 1 إلى 6 في فحص مدى العافية والضيق
وقد أظهرت تحليل النتائج أن لدى المراهقين المتدينين نسب سلوك جنسي قهري أعلى من نظرائهم العلمانيين وأن الكبح الجنسي والسلوك الجنسي القهري يتوسطان الربط بين التدين والصحة العامة (العافية).

ينيڤ إفراتي
نشأت في مجتمع متدين وأعتبر نفسي اليوم متدينًا.. وقد لاحظت على مدى السنين أن قضية الجنس في أوساط الجمهور المتدين أعقد مما هي عليه في أوساط الجمهور العلماني (غير المتدين). كما ولاحظت أن العديد من المتدينين ينشغلون في مسألة ما إذا كان سلوكهم الجنسي طبيعي أو غير طبيعي.
من المهم جدًا على المجتمع المتدين أن يناقش الجنسانية وأن يتعامل معها بالطريقة الصحيحة في بداية المراهقة، بل وحتى في سنوات الابتدائية لمنع تطور السلوك الجنسي القهري.
ويرى الباحث أن المتدينين يملكون حسًا أكبر بسلوكهم الجنسي القهري، وهو يرى أن ذلك سببه الشعور بالعار والذنب المتولدين من الصراع الداخلي الذي يعيشونه بين جنسانيتهم ودينهم.