تمكن فريق من جامعة ييل Yale الأميركية من إعادة أحياء جزئي لأدمغة خنازير ميتة كان قد تم ذبحها في مسلخ. ومع أن أيًا من الأدمغة لم يستعد النشاط الكهربائي المنتظم المميز لحالة الوعي أو الإدراك الطبيعية، إلا أن التجربة أظهرت أن قدرًا لا بأس به من الوظائف الخليوية إما قد استعيدت أو أنها كانت محفوظة وأعيد تفعيلها.

تظهر الصورة إلى اليسار نسيجًا من دماغ خنزير غير معالج بعد مضي 10 ساعات على الموت. تظهر الخلايا العصبية بالأخضر والخلايا النجمية astrocytes بالأحمر والنوى بالأزرق. الصورة إلى اليمين تظهر المنطقة نفسها من دماغ مات قبل 4 ساعات وخضع لمعالجة نظام BrainEx في جامعة ييل.

إن الدماغ يتأثر بشكل كبير عند نقص الأوكسجين، وما يُعتقد عادة هو أن حرمان الدماغ من الأوكسجين يؤدي بسرعة إلى موت خلاياه بشكل لا يمكن إصلاحه. وما أظهره هذا البحث يبين أن المسألة ليست بهذه البساطة.

يقول نناد سستان Nenad Sestan أحد علماء الأعصاب من كلية الطب في ييل أن:

من الممكن في العادة استخراج بعض الخلايا من الدماغ وإبقاؤها حية اصطناعيًا، لكن هذا يفقد هذه الخلايا الترتيب الثلاثي الأبعاد الذي كان موجودًا في الدماغ الحي.

ننا

نناد سستان

وما فعله هو وزملاؤه كان العمل على دراسة تلك الخلايا وإعادة تنشيطها وهي لا تزال في الدماغ عبر توفير الأوكسجين والمغذيات وبعض الكيماويات الأخرى التي تحمي الخلايا. وقد قضوا ست سنوات في تطوير هذه التقنية مستعملين أدمغة ما يقرب 300 خنزير من مسلخ محلي.

ثم استقروا على نسخة من التقنية أسموها BrainEx. فبعد أن يقوموا بإزالة الدم من الدماغ وتبريده. ثم في المختبر يخرجون الدماغ من الرأس ويربطون أوعية دموية رئيسية إلى جهاز يضخ سائل خاصًا لمدة ست ساعات وذلك بدءًا من الساعة الرابعة تقريبًا من موت الخنزير. ويضيف سستان أن الأدمغة التي عولجت بهذا الأسلوب

حافظت على البنى الخليوية والنسيجية، كما أن موت الخلايا انخفض. ثم إنه تم استرجاع بعض الوظائف الجزيئية والخليوية. لكن هذا لم يكن دماغًا حيًا، إنما كان دماغًا نشطًا على المستوى الخليوي.

يجدر بالذكر أن الفريق تعمد لأسباب أخلاقية محاولة إحياء الوظائف الإدراكية للدماغ، حيث أضافوا مهدئًا هدفه كبح الوظائف الدماغية. ظهر البحث في مجلة نيتشر تحت عنوان «تجربة على الخنازير تتحدى ما هو مفترض بصدد الضرر الدماغي لدى البشر» Pig experiment challenges assumptions around brain damage in people.

نقلًا عن NPR وأخبار ييل وBigThink.